الفيديو.. رهان الإعلام الرقمي الرابح!

14 ديسمبر 2025
إسلام زقزوقإسلام زقزوق

نعيش في عالم رقمي متسارع، حيث أصبح جذب انتباه جمهورك أصعب من أي وقت مضى، كمٌ هائلٌ من المحتوى يُضخّ في الفضاء الإلكتروني هذه الأيام، من المقالات إلى المدونات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتوسل للحصول على الاهتمام.. وسط كل هذا، كيف تتوقع أن يبرز محتواك؟

في عصر الفيديو القصير والاستهلاك اللحظي، لا يكفي أن يكون لديك نص قوي أو فكرة مبدعة، تؤكد الدراسات والمقالات المتخصصة أن التحرير الاحترافي للفيديو - أو ما يُعرف بالـ Video Editing - هو العنصر الأهم في إبقاء المشاهدين متفاعلين من اللحظة الأولى حتى نهاية الفيديو، فأغلب المتابعين اليوم يتنقّلون بسرعة بين المشاهد ويتخذون قرار الاستمرار أو المغادرة في غضون ثوانٍ معدودة.


لماذا نتفاعل مع الفيديو؟

تظهر دراسة أعدّها فريق من علماء الأعصاب بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أن الدماغ يمكنه التعرف على صورة في غضون 13 مللي ثانية فقط، مما يجعل المحتوى المرئي أكثر فعالية في جذب الانتباه من النص.

ولكن الأمر لا يتعلق بالسرعة فقط، فالفيديو ينشط الدماغ أكثر من المحتوى الثابت من خلال الجمع بين الصور والصوت والحركة والعاطفة، يخلق الفيديو تجربة متعددة الحواس توفر تجربة أكثر ثراءً وذات تأثير أكبر.

يمكن للفيديو المُنفَّذ جيدًا أن يبني الثقة في ثوانٍ، وتجعل الأرقام هذا الأمر أكثر قوة، هناك بيانات تسويقية تُظهر أن 87% من المُسوّقين أفادوا بزيادة المبيعات المرتبطة مباشرة باستخدام الفيديو في استراتيجيتهم للمحتوى.. بالإضافة إلى ذلك، يحقق الفيديو القصير باستمرار أعلى عائد على الاستثمار عبر جميع أشكال محتوى وسائل التواصل الاجتماعي.


العامل الأهم في نجاح الفيديو

تفشل معظم مقاطع الفيديو قبل أن تحظى حتى بفرصة، ليس لأن موضوع المحتوى كان خاطئًا أو مملًا، ولكن لأن تحرير الفيديو أفسدها.. يمكن أن يكون لديك أفضل فكرة، وأمتع عرض، وأنسب تقديم، ولكن إذا لم يربط الـ Video Editing بينها فلن يكون لأي منها أهمية.

20% من المشاهدين يتركون الفيديو خلال أول 10 ثوانٍ من بدايته، هذه هي الحقيقة الصعبة التي لا يريد أحد الاعتراف بها، لأن الجميع مهووس بالمعدات، السيناريوهات، الأفكار، والصور المصغرة.. لكن تحرير الفيديو في صناعة المحتوى هو العامل الأهم الذي يحمل المشروع بأكمله أو يُفشِله بهدوء.


خطوات تحقيق High Retention Rate في الفيديو

جذب الانتباه في الثواني الأولى (Strong Hook):
أصبحت فترة انتباه المشاهدين أقصر من أي وقت مضى، وإذا لم تجذب انتباههم في الثواني الأولى، فمن المرجح أن يغادروا الصفحة.
يمكن أن يأتي العنصر الجذاب القوي في شكل سؤال مثير للاهتمام، أو صورة جذابة، أو إعلان تشويقي عما سيأتي لاحقًا في الفيديو.

السرد القصصي:
يعد سرد القصص أداة قوية للاحتفاظ بالمشاهدين.
من خلال نسج قصة جذابة أو تقديم معلومات قيمة بطريقة جذابة، يمكن للمبدعين الحفاظ على اهتمام المشاهدين بالمحتوى.

تقنيات السرعة في تحرير الفيديو:
تلعب سرعة الفيديو دورًا كبيرًا في الاحتفاظ بالجمهور. يمكن أن تساعد القصات السريعة والمتقطعة في الحفاظ على الزخم والحفاظ على ديناميكية المحتوى.
يمكن أن تؤدي المشاهد الطويلة والممتدة إلى ملل المشاهدين، مما يدفعهم إلى النقر بعيدًا. يمكن لتقنيات تحرير الفيديو المتقدمة، مثل لقطات B-roll والقطع السريع والانتقالات السلسة، أن تجعل الفيديو أكثر جاذبية وتبقي المشاهدين منشغلين.

المؤثرات الصوتية والموسيقى:
يمكن أن تعزز الموسيقى الخلفية والمؤثرات الصوتية المختارة بعناية من التجربة العامة للفيديو، ومع ذلك، من المهم تحقيق التوازن بين الموسيقى والمؤثرات الصوتية والحوار لضمان ألا تطغى على رسالة الفيديو.


لهذا يثق الجمهور بالفيديو أكثر

من السهل بناء الثقة عندما يتمكن جمهورك من رؤية الوجوه وسماع الأصوات وراء الأعمال التجارية.
في حين يُمكن للنص أن يشرح والصور أن تُعرض، فإن الفيديو يجمع بينهما مع نبرة الصوت وتعبيرات الوجه ولغة الجسد، وهي إشارات بشرية دقيقة تساعد الجمهور على الشعور بأنهم يتعرفون على الشخص أو الشركة وراء الشاشة.

سواء كنت صانع محتوى أو رائد أعمال أو في أي مهنة أخرى، فإن عملاءك يريدون أن يشعروا بالثقة في أنهم يتعاملون مع أشخاص حقيقيين يفهمون احتياجاتهم، قد تساعد الشهادات المكتوبة أو الكُتيبات المُعدّة سلفًا، ولكن الشهادات المصورة التي تظهر عملاء سعداء يتحدثون بشكل طبيعي لها تأثير أكبر، فهي تبدو حقيقية وأكثر مصداقية.

يمكنهم سماع نبرة الصوت، وملاحظة البيئة المحيطة، والتعرف على ثقافة عملك بشكل أفضل - وكل ذلك يُسهم في بناء الثقة والمصداقية.

الجمهور أصبح أكثر انتقائية، مع وجود الكثير من المحتوى الذي يتنافس على جذب انتباههم، ينجذب الناس إلى المحتوى الذي يبدو حقيقيًا وشخصيًا، يساعدك الفيديو في التغلب على المنافسين من خلال إظهار هويتك، وليس فقط إخبار الناس بما تفعله.

مقالات شائعة

Share:
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram